السبت، 22 سبتمبر 2012

مقارنة موجعة



لاشك أن التطور الحاصل في الغرب من أهم ركائزه حرص المواطن الغربي على القراءة، وليس غريبًا أن ترى أن القراءة تستهوي المواطن الغربي بأعماره المختلفة، ولا تجد غرابة عندما تدخل مستوصفًا أو أي مكان رسمي وتجد رفوف الكتب وكأنك داخل إلى مكتبة. وما يزيد تشجيعهم على القراءة أن الطالب بمجرد تسجيله في المدرسة يمنح كارت المكتبة العامة التي تكون عادة قريبة من مدرسته، لكي يتمكن من استعارة الكثير من الكتب وبشتى التوجهات , وبالمقارنة إذا نظرنا إلى عالمنا العربي نجد بالفعل ما يخيب الآمال في هذا الاتجاه، وأن أمة اقرأ أصبحت اليوم للأسف لا تقرأ، ودليل ذلك ما نجده من أرقام طرحت من قبل مؤسسات بحثية عن مستوى القراءة بين الشرق والغرب، فقد أكدت إحدى دراسات المركز العربي للتنمية أن مستوى قراءة الطفل العربي لا يزيد على 6 دقائق في السنة، ومعدل ما يقرأ 6 ورقات، ومتوسط قراءة الشاب من نصف صفحة إلى نصف كتاب في السنة، ومتوسط القراءة لكل مواطن عربي لا يساوي أكثر من 10 دقائق في السنة مقابل 12 ألف دقيقة للمواطن الأوروبي.
وأوردت الدراسات أن عدد الكتب المؤلفة سنويًا والمتوافرة للطفل العربي لا تزيد على 400 كتاب، مقارنة بالكتب المؤلفة والمتوافرة للطفل الأمريكي مثلا، والتي فاقت 13260 كتابًا في السنة، والطفل البريطاني 3837 كتابًا، والطفل الفرنسي 2118 كتابًا، والطفل الروسي 1458 كتابًا في السنة الواحدة.
وأفادت الدراسات أن كل 20 مواطنًا عربيًا يقرؤون كتابًا واحدًا فقط في السنة، بينما يقرأ كل مواطن بريطاني 7 كتب أي 140 ضعف ما يقرأه المواطن العربي، أما المواطن الأمريكي فيقرأ 11 كتابًا في السنة أي 220 ضعف ما يقرأه المواطن العربي.

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

اجمل اشعار الامام الشافعى



نعم الأنيس إذا خلوت كتــاب*** تلهو به إذا خانــك الأحبــاب
لا مفشيا سرّا إذا استودعتـــه*** و تفاد منـه حكمـة و صــواب
إذا ما امرؤ من ذنبه جاء تائبـــا*** إليك و لم تغفر له فلك الذنــب
لا أركب البحــر أخشــــى*** عليّ منـــــه المعا طــب
طين أنا و هــــو مــــاء*** والطين في المــاء ذائــــب
مجرّبا فهما من قبل تجربـــــة*** مهذبا مكرما من غير تهذيـــب
لقد زدت بالأيام والناس خبــرة*** وجربت حتى هذبتني التجـــارب
بمن يثق الإنسان فيما ينوبــــه*** و من أين للحرّ الكريم الصحــاب
وقد صار هذا الناس إلا أقلهـــم*** ذئابا على أجسادهن ثيــــاب
ويرجون إدراك العلى بنفوسهـــم*** و لم يعلموا أن المعالي مواهــب
وأعظم أعداء الرجال ثقاتهـــــا*** وأهون من عاديته من تحــارب
أخلاي أمثال الكواكب كثـــرة*** و ما كل نجم لاح في الأفق ثاقـب
بل كلهم مثل الزمان تلونــــا*** إذا سرّ منه جانب ساء جانـــب
وكنت أرى أن التجارب عـــدة*** فخانت ثقات الناس حتى التجارب
من يسأل الناس حرمـــــوه *** و سائل الله لا يخيـــــــب
والله ليس له شريــــــك *** علام أخفـت القلــــــوب
لا يعجبنك أثواب على رجـــل*** دع عنك أثوابه وانظر إلـى الأدب
ولا تحتقر كيد الضعيف فربّمـا*** تموت الأفاعي بسموم العقــــارب
إذا كان رأس المال عمـــرك*** فاحترس عليه من إنفاقه في غير واجب
إذا الذئاب استنعجت لك مـرة*** فحذاري منها أن تعود ذئــــاب
و قد فارق الناس الأحبة قبلنـا*** وأعيا دواء الموت كل طبيـــــب
وعاملني بإنصاف و ظلـــم*** تجدني في الجميع كما تحــــــب
وهل يدفع الإنسان ما هو واقع*** وهل يعلم الإنسان ما هو كاســـب
ذهب الوفاء ذهاب الأمس الذاهب*** فالناس بين مخاتل و مــــوارب
يفشون بينهم المودة و الصفــا*** وقلوبهم محشوة بعقــــــارب
إذا أنت لم تستطع قطع يد الجاني*** قبلها و سقوط جداره فترقــــب
ولم أرى فضلا تم إلا بشيمــة*** ولم أرى عقلا صـــحّ إلا على أدب
يعد رفيع القوم من كان عاقلا *** وإن لم يكن في قومه بحسيـــــب
وإن حلّ أرضا عاش فيها بعقلـه*** و ما عاقل في بلدة بغريـــــب
من لا يغمض عينه عن صديقـه*** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتــب
ومن يتتبّع جاهدا كل عثــرة*** يجدها فلا يسلم له الدهر صاحـــب
سمّيت بالذهبي اليوم تسميــة*** مشتقة من ذهاب العقل لا الذهـــب
وللحساد عذر أن يذوبــــوا*** و يشحّوا على نظــري إليـــه
فاني قد وصلت إلى مكــــان*** تحسد عليه الحذق القلـــــوب
إذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل*** خلوت، ولكن قلّ: عليّ رقيـــب
والناس يجمعهم شمل، وبينهـــم*** في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل الذهب الإبريز يشركـــه*** في لونه الصفر، والتفضيل للذهـب
فان تسألوني بالنساء فإننــــي*** عليم بأحوال النساء طبيــــب
إذا شاب رأس المرء أو قلّ مالــه*** فليس له من ودّهن نصيــــب
عدوك من صديقك مستفيـــد*** فلا تستكثرن من الصحــــاب
فان الداء أكثر ما تــــــراه*** يحول من الطعام و الشـــراب
أقرّ له بالذنب والذنب ذنبــــه*** ويزعم أني ظالــم فأتـــوب
لسانك لا تذكر به عورة امــرئ*** فكلك عورات و للناس ألســن
وعينك إن أبدت لك معايبـــا*** فدعها، و قل يا عين للناس أعيــن
فلا برحت بالحاسدين كآبــــة*** ولا هجعت للشامتين عيـــون
إن العدو مبــارز لـــــك*** والصديق هــو الكميــــن
لا أشتكي زمني هذا فأظلمــــه*** و إنما أشتكي من أهل ذا الزمـن
هم الذئاب التي تحت الثيــــاب*** فلا تكن إلى أحد منهم مؤتمــن
لكل شيء إذا ما تمّ نقصــــان*** فلا يغرّ بطيب العيش إنســـان
هي الأمور كما شاهدتهـــا دول*** من سرّه زمن ساءته أزمــــان
احفظ لسانك أيها الإنســــان*** ليلذغنك انــه ثعبـــــان
كم في المقابر من قتيل لسانـــه*** كانت تهاب لقاءه الشجعــــان
حيّاك من لم ترجو تحيّتـــــه*** و لولا الدراهم ما حيّاك إنســـان
إن شئت أن تلقى جميع المحاسن*** ففي وجه من تهوى جميع المحاســــن
وللقلـب علـى القلــب*** دليــل حيــــن يلقـــــاه
وللنـاس مـن النـــــاس*** مقاييـس وأحــــــــزان
هموم رجال في أمور كثيـــرة*** و همّي من الدنيا صديق مساعـــد
يكون كروح بين جسمين فرقــا*** فجسماهما جسمين و الروح واحـد
و لما أتيت الناس أطلب عندهـم*** أخا ثقة عند ابتلاء الشدائـــــد
تقلبت في دهري رخاء و شــدة*** وناديت في الأحياء هل من مساعـد
فلم أر فيما ساءني غير شامـت*** و لم أر فيما سرني غير حاســـــد
كل العداوات قد ترجى مودتهـا*** إلا عداوة من عاداك من حســـد
إذا سمع الناس ألفاظـــــه*** خلقن له في القلوب الحســـــد
و لما تخيّرت الأخلاء لم أجـــد*** صبورا على حفظ المودة و العهــد
كم والد يحـــــرم أولاده*** و ماله يحظى بــه الأبعـــــد
كالعين لا تدرك ما حولهــــا*** و لحظها يدرك ما يبعــــــد
ستبدي لك الأيام التي كنت جاهلا*** و يأتيك بالأخبار من لم تـــزود
تمنى رجال أن أموت و إن مــت*** فتلك سبيل لست فيها أوحـــد
إذا جمع الأعداء أمر مكيـــدة*** لغدر، كفاك الله كيد المكايــــد
إني صحبت أناس ما لهم من عدد*** و كنت أحسب أني قد ملأت يــدي
لما بلوت أخلائي وجدتهـــم*** كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحــد
إن غبت عنهم فشرّ الناس يشتمني*** وإن مرضت فخير الناس لم يعـــد
و إن رأوني بخير ساءهم فرحــي*** وإن رأوني بشر سرّهم نكـــدي
تكلم و سدد ما استطعت فإنمــا*** كلامك حي و السكوت جمـــاد
فان لم تجد قولا سديدا تقولــه*** فصمتك عن غير السدادا ســـدادا
تقطعوا حسدا أراهم ما بهـــم*** فتقطعوا حسدا لمن لا يحســــد
أزل عني كمد الحساد بكبتهــم*** فأنت الذي صيرتهم لي حســـدا
وأنت الذي بلغتني كل رتبـــة*** مشيت إليها فوق أعناق حســدي
عن المرء لا تسأل وسلّ عن قرينه** فكل قرين بالمقارن يقتــــــدي
تخلق الناس بالأدناس واعتمـدوا*** من الصفات الدها و المكر والحســد
كرهت منظرهم من سوء مخبرهم*** فقد تعاميت حتى لا أرى أحــــدا
عليك بالصـدق و إن أحرقك *** الصــدق بنــار الوعيـــــد
لمن جاهد الحساد أجر المجاهــد*** وأعجز ما حاولت إرضاء حاســـد
غفلت عن الحساد من غير غفلة*** وبت طويل النوم عن غير راقــــد
لا تحقــرن الفقيـر علـك أن*** تركع يوما و الدّهر قد رفعــــه
و قد يتزينا بالهوى غير أهلـــه*** ويستصحب الإنسان من لا يلائمـه
اصبـر علــى كيـد حسـود*** فان صبـرك قاتلــــــــه
فالنار تأكـل بعضهــــا إن*** لم تجــد مـا تأكلـــــــه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقلــه*** فقد كملت أخلاقه و مآربـــــه
و صاحب لم أبله أصادقــــه*** هذا زمن شرسـت خلائقـــــه
و ما أخوك الذي يدنو به نسـب*** و لكن أخوك الذي تصفو ضمـائـره
من اعتراك الشك في جنســـه*** و حاله فانظــر إلى شيمتــــه
دع الحسود و ما يلقاه من كمـد*** يكفيك منه لهيب النار في كبـــده
إذا لمت ذا حسد نفتّ كربتـــه*** وإن سكتّ فقد عذبته بيــــده
من لاعب الثعبان في كفــــه*** هيهات أن يسلم من لسعتــــه
كن عن جميع الناس في معــزل*** قد يسلم المعزول في عزلتـــــه
من أطلق القول بلا مهلــــة*** لا شك أن يعثر في عجلتـــــه
ولا تعطينّ الرأي من لا يريــده*** فلا أنت محمود ولا الرأي نافعـــه
وأنزلني طول النوى دار غربــة *** إذا شئت لاقيت امرأ لا تشاكلــه
أحامقه حتى تقال سجيّــــة*** ولو كان ذا عقل لكنت أعاقلـــه
من لـــزم الصمت نجا سالمـا*** لا يندم المرء عن سكتتــــــه
هذا الكتاب الذي هام الفؤاد بـه*** يا ليتني قلم في كفّ كاتبـــــه
وإذا حذرت من الأمور مقــدرا*** و هربت منه، فنحوه تتوجــــه
احذر عدوك مـــــــرة*** و احذر صديقك ألـف مــــرة
مررت بالمروءة و هي تبكـــي*** فقلت علام تنتحـب الفتــــاة
ليس له عيب ســـوى أنــه*** لا تقع العيـن علـى مثلــــه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى*** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه
إذا كنت مختصا لنفسك صاحبا*** فمن قبل أن تلقاه بالود أغضبــــه
فان كان حال القطيعة منصفـا*** وإلا فقد جربته فتجنبـــــــه
عشت عمرا شقيت فيه بقـوم*** خذلوا الماس و احتفوا بترابـــــه
سأترك حبّكم من غير بغــض*** وذلك لكثرة الشركــاء فيــــه
و تجتنب الأسود ورود مــاء*** إذا كان الكلاب ولغــن فيــــه
إذا وقع الذباب على الطعـام*** سأتركه و قلبي يشتهيــــــــه
إذا شرب الأسد من خلف كلـب*** فهاذاك الأسد لا خيــر فيـــه
و يرتجع الكريم خميس بطــن*** ولا يرضى مساهمـة السفيـــــه
من لي بإنسان إذا أغضبتـــه*** و جهلت كان الحلم ردّ جوابــــه
و تراه يصغي للحديث بسمعـه*** و بقلبــه و لعلــه أدرى بـــه
العلم صيد، و الكتابة قيــده*** قيد صيدك بالحبال الواثقــــــة
فمن الحماقة أن تصيد غزالــة*** و تتركها بين الخلائق طالقـــــة
أمّا يميني فهي عندي غاليـــة*** و كلمتي مثل يميني وافيــــــة
لمّا عفوت ولم أحقد على أحـد*** أرحت نفسي من همّ العــــداوات
ولست أسلم من خلّ يخالطنـي*** فكيف أسلم من أهل العــــداوات
فــي النـاس إذا فتشتهـم*** مـــن لا يعـزك ولا تذلــــه
ربّ من أنضجت غيظا قلبــه*** قد تمنى لي موتا لم يطـــــــع
و يحيّيني إذا لاقيتــــــه*** وإن يخلو له لحمـي رتــــــع
إذا أنت لم تصبرعلى ما أصابك*** فليس لك شيء سوى الموت أنفـــع
و من يأمن الدنيا مثل قابــض*** على الماء خانته فروج الأصابــــع
و النفس راغبة إذا رغبتهـــا*** وإذا ترد إلى قليـل تقنــــــع
السّبع سبع وإن كلّت مخالبــه*** والكلب كلب و لو ربّى بين السّبـاع
نرقع دنيانا بتمزيق ديننــــا*** فلا ديننا يبقى و لا ما نرقـــــع
كل علم ليس في القرطاس ضاع*** كل سرّ جاوز الاثنـان شــــاع
إذا كان ما يبغيه فعلا مضارعـا*** مضى قبل أن تلقى عليه الجـــوازم
و أصعب خطة و أجلّ أمـــر*** مجالسة اللئام على الكــــــرام
إذا كنت في حاجة مرســـلا*** و أنت بها كلــف مغرمـــــا
فأرسل حكيما و لا توصـــه*** وذاك الحكيم هو الدرهــــــم
لا تودع السرّ إلا عند ذي كـرم*** والسرّ عند كرام الناس مكتـــوم
و السرّ عندي في بيت له غلـق*** قد ضاع مفتاحه و البيت مختــــوم
لا يغرنك أني لين المــــس*** فحزمي إذا انتضيت حســــــام
أنا كالورد فيه راحة قـــوم*** ثم فيه للآخرين زكــــــــام
متى يبلغ البنيان يوما تمامــه*** إذا كنت تبنيه وغيرك يهــــــدم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقلـه*** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعـــم
احذر لسانك من خلّ تنادمــه*** فان النديم لمشتق من النـــــدم
و ما الداء إلا أن تعلم جاهــلا*** و يزعم جهلا أنه منك أعلــــم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعــه*** فقوم النفس بالأخلاق تستقــــم
و ما أدري أذا داء حديـــث*** أصاب الناس أم داء قديــــــم
و دهر ناسه ناس صغــــار*** و إن كانت لهم جثث ضخــــام
و كل شجاعة في المرء تغنــي*** و ليس مثل الشجاعة فوق حكيـــم
و كم من عائب قولا صحيحـا*** وآفته في الفهــم سقيــــــم
و كن على حذر للناس تستـره*** ولا يغرنك منهم ثغــر مبتســـم
أسمعتني و دوائي ما أشرت بــه*** فان غفلت فدائي قلـة الفهــــم
لا تنه عن خلق و تأتي بمثلـــه*** عار عليك إذا فعلــت عظيـــم

لا تنه

ابدأ بنفسك وانهها عن غيّهــــا*** فان انتهـت فأنــت حكيــم
لا خير في جسامة الأجســـــام*** بل هو في العقول و الإفهـــام
إن شرّ الناس من يمدحنـــــي*** حين يلقاني وإن غبت شتــــم
ولا تراني راتع من مجلـــــس*** في لحوم الناس كالسبع الضــرم
و كلام سيء قد وقّـــــرت*** عنه أذناي و ما بي من صمــــم
ربّ علم أضاعه عدم المــــال*** و جهل غطى عليـه النعيـــم
حيّوا الحكيم و لا تنسوا قرينتــه*** فهو سليمان و المــدام بلقيــس
له غلام أطال الله عمــــــره*** تنازع فيه العرب و الفرنسيــس
و لا تعذلوه إذا ما خان أمتــــه*** فنصفه صالح و النصف موريـس
صديق ليس ينفع يوم بــــؤس*** قريب من العدّو في القيــــاس
أبغي الوفاء بدهر لا وفاء لـــه*** و كأني جاهل بالدهر و النـــاس
واعلم أن العلم ليس ينالـــه*** من همّه في مطعم و ملبـــــس ربّ رجل لاتغيب فوائده وإن غاب*** وآخرلا يسلم منه جليسه وإن احترس
و ثق بكتمان الحديث فإنمــــا*** شفتاي ختم و الفــؤاد وعــاء
و لا تر للأعادي قـــــط ذلا*** فان شماتة الأعداء بــــــلاء
و قدر كل امرئ ما كان يحسنـه*** والجاهلون لأهل العلم أعــــداء
و بعض خلائق الأقــــوام داء*** كداء البطــن ليــس لـه دواء
إذا ما كنت ذا قلب قنـــوع*** فأنت و مالك الدنيــا ســـواء
سأعيش رغم الداء و الأعــداء*** كالنسر فوق القمـة الشمــــاء
كل المصائب قد تمرّ على الفــتى*** فتهون غير شماتة الأعـــــداء
الناس من جهة التمثال أكفـــاء*** أبوهم آدم و الأم حـــــواء
قل ما بدا لك من زور و من كذب*** فحلمـي أصم و أذني غير صمـاء
هل يستطيع القزم أن يطـــاول*** السماء أو يمد إليها بيد شـــلاء
إذا جاريت في خلق دنيئـــــا*** فأنت و من تجاريــه ســـواء
الناس شتى إذا ما أنت ذقتهــم*** لا يستوون كما لا يستوي الشجــر
فهذا له ثمر حلو مذاقـــــه*** وذا يمر فلا يحلو لــه ثمـــــر
من يتهيب صعود الجبـــــال*** يعيش أبد الدهر بين الحفــــر
وبت يظن الناس فيّ ظنونهـــم*** و ثوبي مما يرجم الناس طاهــــر
مالي أراك إذا أردت خيانـــة*** جعلت السّجود بحر وجهك يظهــر
متخشعا طبنا لكل عظيمــــة*** تتلو القرآن و أنت ذئب أغبـــر
الناس صنفان ذو علم و مستمـع*** واع و سائرهم كاللغو العكـــر
عوى ذئب فاستأنست بالذئب إذ*** عوى و صاح إنسان فكدت أطيــر
فيوم علينا و يــوم لنـــا*** و يــوم نسـاء و يـوم نســـر
و حذرت من أمر مرّ فمرّ بجانبي*** لم يبكني، و لقيت ما لم أحـــــذر
لا تسأل المرء عن خلائقـــه*** في وجهه شاهــد مـن الخبـــر
كتابي لا يباع و لا يعـــــار*** فان إعارة المحبــوب عــــار
سألت عن الدنيا الدنية قيل لــي*** هي الدار فيها الدائرات تـــدور
إن القلوب إذا تنافر ودهــــا*** مثل الزجاجة كسرها لا يجبـــر
إذا بغى باغ عليك بجهلــــه*** قاتلـه بالمعروف لا بالمنكـــــر
إني امرؤ قلّما أثني على أحــد*** حتى أرى بعض ما يأتي وما يــــذر
لا تمدحنّ امرأ حتى تجرّبــــه*** ولا تذمنّ من لم يبلغه الخبـــــر
في الذاهبين الأوليــــــن*** من القرون لنا بصائــــــــر
لمّـــا رأيــت مـــواردا*** للموت ليس لها مصــــــادر
ورأيـت قـومـي نحـوهــا*** يسعـى الأصاغــر و الأكابــر
أيقنـت أنــي لا محالــــة*** حيث صـار القــوم صائـــر
إني رأيت في الأيام تجربـــــة*** للصبر عاقبـة محمـودة الأثـــر
وما قلت من شعر تكاد بيوتــه*** إذا كتبت يبيّض من نورها الحبـــر
لا تخدعنّك اللّحـى ولا الصــور*** تسعة أعشار ما تــرى بقـــر
في شجر السّرو منهم مثــــل*** لــه رواء وما لـه ثمـــــر
لساني بنطقي صامت منه عـادل*** و قلبي بصمتي ضاحك منه هــازل
إذا قيل رفقا قال للحلم موضـــع*** وحلم الفتى في غير موضعه جهل
قد يدرك المتأني بعض حاجتـــه*** و قد يكون مع المستعجل الزلــل
شرّ الورى من بعيب الناس منشغل*** مثل الذباب يراعي موضع العلــل
يصاب الفتى من عثرة لسانــــه*** وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأســـه*** وعثرته بالرجل تبرأ على مهـــل
يهون علينا أن تصاب جسومنـا*** و تسلم أعراض لنا و عقــــول
و إذا أصيب القوم في أخلاقهـم*** فأقم عليهم مأتمــا و عويــــلا
و إذا افتقدت إلى الذخائر يومــا*** لم تجد ذخرا كالصالح الأعمـــال
من دعا الناس إلى ذمــــــه*** ذموه بالحـــق و الباطـــل
و لكنها الأيام تجري بما جـــرت*** فيسفل أعلاها و يعلو الأسافــل
و أتعب من ناداك من لا تجيبــه*** وأغيظ من عاداك من لا تشاكــل
ومن ذا الذي يبقى على العهد إنهم*** وإن كثرت دعواهم لقليـــــل
و لست بمبد للرّجال سريرتـــي*** ولا أنا على أسرارهم بســؤول
وإذا أتتك مذمتي من ناقـــــص*** فهي الشهادة لي بأني كامـــل
و إني و إن كنت الأخير زمانـه*** لآتي بما لم تستطعه الأوائــــــل
إذا المرء لم يدنس من اللّـــؤم*** عرضه فكل رداء يرتديه جميــــل
هواك هواي على كل حــــال*** وان مسّني فيك بعض المـــلال
فلمّا أطعت الجهل والغيظ ساعة*** دعوت حلمي: أيها الحلم أقبــــل
ويقول فيّ الحاسدون تكذبــا*** ويقال في المحسود ما لا يفعـــــل
يتطلّعون إساءتي لا ذمتــي*** إن الحسود بما يســـوء موكـــل
و إذا امرؤ لسعته أفعى مـــرة*** تركته حين يجرّ الحبل يفـــــرق
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له*** إذا لم يكن في فعله و الخلائــــق
و ما كمد الحساد شيء قصدتـه*** و لكنه من يزحم البحر يغــــرق
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه*** فصدرالذي يستودع السّر أضيــق
إذا المرء أفشى سرّه بلسانـــه*** و لام عليه غيره فهو أحمـــــق
علمه الرماية كل يـــوم*** و لما اشتــد ساعـــده رمانـــي
أعلمه الرواية كل يـــوم*** و لما قال قافيــة رمانـــــــي
قلبي إذا ما ضّرني داعـــي*** يكثر أحزاني و آلامــــــــي
فكيف احتراسي من عــدوّي*** إذا كان عــدوّي بيـن أضلاعــي
لا أشرب شرابا يذهب عقلــي*** و يضحك عليّ من هو دونــــي
وأعلم علم اليوم و الأمس قبلـه*** ولكني عن علم ما في غد عمــــي
إني أغار على مكانـــي أن أرى *** فيه رجالا لا تسدّ مكانــــي
إنما المرء حديـث بعـــــده*** فكن حديثـا حسنـا لمـن وعـى
قبيح من إنسان ينسى عيوبـــه*** و يذكر عيبا في أخيه قد اختفــى
ولو كان ذا فضل لما عاب غيره*** و فيه عيوب لو رآها بها اكتفــــى
أمط عنك تشبيهي بذا و كأنــه*** فلا أحد فوقي و لا أحـد مثلــي
ما بقومي شرّفت بل شرفــوا بي*** و بنفسي فخرت لا بجــــدودي
إذا اشتبكت دموع في خـــدود*** تبيّن من بكى ممّن تباكـــــى
إذا رأت أهل بيتي الكيس ممتلئا*** تبسّمت و دنت مني تمازحنـــــي
و إن أته خاليا من دراهمــــه*** تهجمت و انثنت عني تقابحنـــي
كفى بجسمي نحولا إنني رجــل*** لولا مخاطبتي إياك لم ترنــــــي
إذا استشارك من توّد فقل لــه*** أطع الحليم إذا الحليـم نهـــاك
و اعلم بأنك لن تسود و لن تـرى*** سبل الرشاد إذا أطعت هـــواك
لمن تشتكي خصمـــــك إذا*** كان خصمـك هــو حاكمـك
لئن ساءني أن نلتني بمســــاءة*** يكفيني أني خطرت ببالــــك
يغتابني من لو كفاني غيبـــه*** لكنت له العين البصيرة و الأذنـــا
لا خير في خلّ يخون خليلــــه*** و يلقاه من بعد المودة بالجفــــا
لا ترسلن رسالة مشهــــورة*** لا تستطيع إذا مضت ادراكهـــا
فقلّ للشامتين بنا أفيقـــــوا*** سيلقى الشامتون كما لقينــــا
نعيب زماننا و العيب فينــــا*** و ما لزماننا عيب سوانــــــا
و نهجو ذا الزمان بغير ذنـــب*** و لو نطق الزمان لنــا هجانـــا
يا عاذل العاشقين دع فئــــة*** أضلّها الله فكيــــف ترشدهـا
كل جريح ترجى سلامتــــه*** إلا فؤادا رمتــه عيناهـــــا
وإذا نظرت إلى محاسن وجهــه*** أبصرت وجهك في سناه غريقـــا
اختبر من شئت تعرفه فمـــا*** تعرف الأخلاق إلا من فحــــص
لا تغرنك هذه الأوجه الغـــر*** فيا ربّ حيــة فــي ريــاض
ما عاتب المرء الكريم كنفســه*** والمرء يصلحه القريـن الصالـــح
إن كنت قد عزلت فلا عجـب*** ضياء الشمس يعزلـــه الظــلام
متّ بداء الصمـت خيـــر*** لــك مـــن داء الكــــلام
إني لأفتح عيني حين أفتحهــا*** علـى كثيـر ولكـن لا أرى أحـدا
أأحبّ قوما لم يحبّوا ربهــــم*** إلا لفــردوس لديـه ونــــار
عليك بكتمان السّر في كل حالـة*** فقد جاء في الأخبار من ألف حجّـة
إذا دخل اثنان الحديــث فسرّه*** يشيع وصمـت المـرء أعظم حكمة
من هاب الرّجال تهيّبـــــوه*** ومن حقــر الرّجال لـن يهابــا
وسائلة ما حرفتي قلت حرفتــي*** مقارعة الأبطال في كل مشـــارق
من الأوانس مثل الشمس لم يرها*** في ساحة الدّار لا بعل ولا جــــار
لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتي*** ولكن قرين السوء باق معمّــــر
فيا ليتها صارت إلى القبر عاجـلا*** عذبها فيه نكيــــر ومنكـــر
إنّ النساء متى ينهين عن خلــق*** فإنـــه لابــدّ مفعــــول
واصبر ما لم يحسب الصبر مذلــة*** وألبس للمذموم حلـة حامـــد
تغرّب لا مستعظما غير نفســـه*** ولا قابلا إلا لخالقه حكمــــا
صغير يطلب الكبــــــرا*** وشيخ ودّ لو صغــــــــرا
وخال يشتهي عمــــــلا*** وذو عمل به مضجـــــــرا
وربّ المال في تعــــــب*** وفي تعب من افتقــــــــرا
فهل حاروا مع الأقـــــدار*** أم هم حيّروا القـــــــدرا
فما الحداثة بمانعـــــــة*** قد يوجد الحلم في الشبّان و الشّيـب
كدعواك كل يدّعي صحة العقـل*** ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
ثلاثة أيام هي الدّهر كلــــه*** وما هنّ غير الأمس و اليوم و الغـد
وما البدر إلا واحد غير أنـــه*** يغيب و يأتي بالضياء المتجــــدد
اثنان أهل الأرض، ذو عقل بـلا*** دين، وآخر دين لا عقل لـــــه
قد كثرت في الأرض جهالنــا*** و العاقل الحازم فينا غريـــــب
يا أعدل الناس إلا في معاملتــي*** فيك الخصام و أنت الخصم و الحكـم
شر البلاد مكان لا صديق بــه***وشر ما يكسب الانسان مايصــــم
و أيقنت أن لا عزّ بعدي لعاشق*** و أن يدي ممّا علقت به صفــــــر
  عن خلق و تأتي بمثلـــه*** عار عليك إذا فعلــت عظيـــم