الجمعة، 21 سبتمبر 2012

اجمل اشعار الامام الشافعى



نعم الأنيس إذا خلوت كتــاب*** تلهو به إذا خانــك الأحبــاب
لا مفشيا سرّا إذا استودعتـــه*** و تفاد منـه حكمـة و صــواب
إذا ما امرؤ من ذنبه جاء تائبـــا*** إليك و لم تغفر له فلك الذنــب
لا أركب البحــر أخشــــى*** عليّ منـــــه المعا طــب
طين أنا و هــــو مــــاء*** والطين في المــاء ذائــــب
مجرّبا فهما من قبل تجربـــــة*** مهذبا مكرما من غير تهذيـــب
لقد زدت بالأيام والناس خبــرة*** وجربت حتى هذبتني التجـــارب
بمن يثق الإنسان فيما ينوبــــه*** و من أين للحرّ الكريم الصحــاب
وقد صار هذا الناس إلا أقلهـــم*** ذئابا على أجسادهن ثيــــاب
ويرجون إدراك العلى بنفوسهـــم*** و لم يعلموا أن المعالي مواهــب
وأعظم أعداء الرجال ثقاتهـــــا*** وأهون من عاديته من تحــارب
أخلاي أمثال الكواكب كثـــرة*** و ما كل نجم لاح في الأفق ثاقـب
بل كلهم مثل الزمان تلونــــا*** إذا سرّ منه جانب ساء جانـــب
وكنت أرى أن التجارب عـــدة*** فخانت ثقات الناس حتى التجارب
من يسأل الناس حرمـــــوه *** و سائل الله لا يخيـــــــب
والله ليس له شريــــــك *** علام أخفـت القلــــــوب
لا يعجبنك أثواب على رجـــل*** دع عنك أثوابه وانظر إلـى الأدب
ولا تحتقر كيد الضعيف فربّمـا*** تموت الأفاعي بسموم العقــــارب
إذا كان رأس المال عمـــرك*** فاحترس عليه من إنفاقه في غير واجب
إذا الذئاب استنعجت لك مـرة*** فحذاري منها أن تعود ذئــــاب
و قد فارق الناس الأحبة قبلنـا*** وأعيا دواء الموت كل طبيـــــب
وعاملني بإنصاف و ظلـــم*** تجدني في الجميع كما تحــــــب
وهل يدفع الإنسان ما هو واقع*** وهل يعلم الإنسان ما هو كاســـب
ذهب الوفاء ذهاب الأمس الذاهب*** فالناس بين مخاتل و مــــوارب
يفشون بينهم المودة و الصفــا*** وقلوبهم محشوة بعقــــــارب
إذا أنت لم تستطع قطع يد الجاني*** قبلها و سقوط جداره فترقــــب
ولم أرى فضلا تم إلا بشيمــة*** ولم أرى عقلا صـــحّ إلا على أدب
يعد رفيع القوم من كان عاقلا *** وإن لم يكن في قومه بحسيـــــب
وإن حلّ أرضا عاش فيها بعقلـه*** و ما عاقل في بلدة بغريـــــب
من لا يغمض عينه عن صديقـه*** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتــب
ومن يتتبّع جاهدا كل عثــرة*** يجدها فلا يسلم له الدهر صاحـــب
سمّيت بالذهبي اليوم تسميــة*** مشتقة من ذهاب العقل لا الذهـــب
وللحساد عذر أن يذوبــــوا*** و يشحّوا على نظــري إليـــه
فاني قد وصلت إلى مكــــان*** تحسد عليه الحذق القلـــــوب
إذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل*** خلوت، ولكن قلّ: عليّ رقيـــب
والناس يجمعهم شمل، وبينهـــم*** في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل الذهب الإبريز يشركـــه*** في لونه الصفر، والتفضيل للذهـب
فان تسألوني بالنساء فإننــــي*** عليم بأحوال النساء طبيــــب
إذا شاب رأس المرء أو قلّ مالــه*** فليس له من ودّهن نصيــــب
عدوك من صديقك مستفيـــد*** فلا تستكثرن من الصحــــاب
فان الداء أكثر ما تــــــراه*** يحول من الطعام و الشـــراب
أقرّ له بالذنب والذنب ذنبــــه*** ويزعم أني ظالــم فأتـــوب
لسانك لا تذكر به عورة امــرئ*** فكلك عورات و للناس ألســن
وعينك إن أبدت لك معايبـــا*** فدعها، و قل يا عين للناس أعيــن
فلا برحت بالحاسدين كآبــــة*** ولا هجعت للشامتين عيـــون
إن العدو مبــارز لـــــك*** والصديق هــو الكميــــن
لا أشتكي زمني هذا فأظلمــــه*** و إنما أشتكي من أهل ذا الزمـن
هم الذئاب التي تحت الثيــــاب*** فلا تكن إلى أحد منهم مؤتمــن
لكل شيء إذا ما تمّ نقصــــان*** فلا يغرّ بطيب العيش إنســـان
هي الأمور كما شاهدتهـــا دول*** من سرّه زمن ساءته أزمــــان
احفظ لسانك أيها الإنســــان*** ليلذغنك انــه ثعبـــــان
كم في المقابر من قتيل لسانـــه*** كانت تهاب لقاءه الشجعــــان
حيّاك من لم ترجو تحيّتـــــه*** و لولا الدراهم ما حيّاك إنســـان
إن شئت أن تلقى جميع المحاسن*** ففي وجه من تهوى جميع المحاســــن
وللقلـب علـى القلــب*** دليــل حيــــن يلقـــــاه
وللنـاس مـن النـــــاس*** مقاييـس وأحــــــــزان
هموم رجال في أمور كثيـــرة*** و همّي من الدنيا صديق مساعـــد
يكون كروح بين جسمين فرقــا*** فجسماهما جسمين و الروح واحـد
و لما أتيت الناس أطلب عندهـم*** أخا ثقة عند ابتلاء الشدائـــــد
تقلبت في دهري رخاء و شــدة*** وناديت في الأحياء هل من مساعـد
فلم أر فيما ساءني غير شامـت*** و لم أر فيما سرني غير حاســـــد
كل العداوات قد ترجى مودتهـا*** إلا عداوة من عاداك من حســـد
إذا سمع الناس ألفاظـــــه*** خلقن له في القلوب الحســـــد
و لما تخيّرت الأخلاء لم أجـــد*** صبورا على حفظ المودة و العهــد
كم والد يحـــــرم أولاده*** و ماله يحظى بــه الأبعـــــد
كالعين لا تدرك ما حولهــــا*** و لحظها يدرك ما يبعــــــد
ستبدي لك الأيام التي كنت جاهلا*** و يأتيك بالأخبار من لم تـــزود
تمنى رجال أن أموت و إن مــت*** فتلك سبيل لست فيها أوحـــد
إذا جمع الأعداء أمر مكيـــدة*** لغدر، كفاك الله كيد المكايــــد
إني صحبت أناس ما لهم من عدد*** و كنت أحسب أني قد ملأت يــدي
لما بلوت أخلائي وجدتهـــم*** كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحــد
إن غبت عنهم فشرّ الناس يشتمني*** وإن مرضت فخير الناس لم يعـــد
و إن رأوني بخير ساءهم فرحــي*** وإن رأوني بشر سرّهم نكـــدي
تكلم و سدد ما استطعت فإنمــا*** كلامك حي و السكوت جمـــاد
فان لم تجد قولا سديدا تقولــه*** فصمتك عن غير السدادا ســـدادا
تقطعوا حسدا أراهم ما بهـــم*** فتقطعوا حسدا لمن لا يحســــد
أزل عني كمد الحساد بكبتهــم*** فأنت الذي صيرتهم لي حســـدا
وأنت الذي بلغتني كل رتبـــة*** مشيت إليها فوق أعناق حســدي
عن المرء لا تسأل وسلّ عن قرينه** فكل قرين بالمقارن يقتــــــدي
تخلق الناس بالأدناس واعتمـدوا*** من الصفات الدها و المكر والحســد
كرهت منظرهم من سوء مخبرهم*** فقد تعاميت حتى لا أرى أحــــدا
عليك بالصـدق و إن أحرقك *** الصــدق بنــار الوعيـــــد
لمن جاهد الحساد أجر المجاهــد*** وأعجز ما حاولت إرضاء حاســـد
غفلت عن الحساد من غير غفلة*** وبت طويل النوم عن غير راقــــد
لا تحقــرن الفقيـر علـك أن*** تركع يوما و الدّهر قد رفعــــه
و قد يتزينا بالهوى غير أهلـــه*** ويستصحب الإنسان من لا يلائمـه
اصبـر علــى كيـد حسـود*** فان صبـرك قاتلــــــــه
فالنار تأكـل بعضهــــا إن*** لم تجــد مـا تأكلـــــــه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقلــه*** فقد كملت أخلاقه و مآربـــــه
و صاحب لم أبله أصادقــــه*** هذا زمن شرسـت خلائقـــــه
و ما أخوك الذي يدنو به نسـب*** و لكن أخوك الذي تصفو ضمـائـره
من اعتراك الشك في جنســـه*** و حاله فانظــر إلى شيمتــــه
دع الحسود و ما يلقاه من كمـد*** يكفيك منه لهيب النار في كبـــده
إذا لمت ذا حسد نفتّ كربتـــه*** وإن سكتّ فقد عذبته بيــــده
من لاعب الثعبان في كفــــه*** هيهات أن يسلم من لسعتــــه
كن عن جميع الناس في معــزل*** قد يسلم المعزول في عزلتـــــه
من أطلق القول بلا مهلــــة*** لا شك أن يعثر في عجلتـــــه
ولا تعطينّ الرأي من لا يريــده*** فلا أنت محمود ولا الرأي نافعـــه
وأنزلني طول النوى دار غربــة *** إذا شئت لاقيت امرأ لا تشاكلــه
أحامقه حتى تقال سجيّــــة*** ولو كان ذا عقل لكنت أعاقلـــه
من لـــزم الصمت نجا سالمـا*** لا يندم المرء عن سكتتــــــه
هذا الكتاب الذي هام الفؤاد بـه*** يا ليتني قلم في كفّ كاتبـــــه
وإذا حذرت من الأمور مقــدرا*** و هربت منه، فنحوه تتوجــــه
احذر عدوك مـــــــرة*** و احذر صديقك ألـف مــــرة
مررت بالمروءة و هي تبكـــي*** فقلت علام تنتحـب الفتــــاة
ليس له عيب ســـوى أنــه*** لا تقع العيـن علـى مثلــــه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى*** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه
إذا كنت مختصا لنفسك صاحبا*** فمن قبل أن تلقاه بالود أغضبــــه
فان كان حال القطيعة منصفـا*** وإلا فقد جربته فتجنبـــــــه
عشت عمرا شقيت فيه بقـوم*** خذلوا الماس و احتفوا بترابـــــه
سأترك حبّكم من غير بغــض*** وذلك لكثرة الشركــاء فيــــه
و تجتنب الأسود ورود مــاء*** إذا كان الكلاب ولغــن فيــــه
إذا وقع الذباب على الطعـام*** سأتركه و قلبي يشتهيــــــــه
إذا شرب الأسد من خلف كلـب*** فهاذاك الأسد لا خيــر فيـــه
و يرتجع الكريم خميس بطــن*** ولا يرضى مساهمـة السفيـــــه
من لي بإنسان إذا أغضبتـــه*** و جهلت كان الحلم ردّ جوابــــه
و تراه يصغي للحديث بسمعـه*** و بقلبــه و لعلــه أدرى بـــه
العلم صيد، و الكتابة قيــده*** قيد صيدك بالحبال الواثقــــــة
فمن الحماقة أن تصيد غزالــة*** و تتركها بين الخلائق طالقـــــة
أمّا يميني فهي عندي غاليـــة*** و كلمتي مثل يميني وافيــــــة
لمّا عفوت ولم أحقد على أحـد*** أرحت نفسي من همّ العــــداوات
ولست أسلم من خلّ يخالطنـي*** فكيف أسلم من أهل العــــداوات
فــي النـاس إذا فتشتهـم*** مـــن لا يعـزك ولا تذلــــه
ربّ من أنضجت غيظا قلبــه*** قد تمنى لي موتا لم يطـــــــع
و يحيّيني إذا لاقيتــــــه*** وإن يخلو له لحمـي رتــــــع
إذا أنت لم تصبرعلى ما أصابك*** فليس لك شيء سوى الموت أنفـــع
و من يأمن الدنيا مثل قابــض*** على الماء خانته فروج الأصابــــع
و النفس راغبة إذا رغبتهـــا*** وإذا ترد إلى قليـل تقنــــــع
السّبع سبع وإن كلّت مخالبــه*** والكلب كلب و لو ربّى بين السّبـاع
نرقع دنيانا بتمزيق ديننــــا*** فلا ديننا يبقى و لا ما نرقـــــع
كل علم ليس في القرطاس ضاع*** كل سرّ جاوز الاثنـان شــــاع
إذا كان ما يبغيه فعلا مضارعـا*** مضى قبل أن تلقى عليه الجـــوازم
و أصعب خطة و أجلّ أمـــر*** مجالسة اللئام على الكــــــرام
إذا كنت في حاجة مرســـلا*** و أنت بها كلــف مغرمـــــا
فأرسل حكيما و لا توصـــه*** وذاك الحكيم هو الدرهــــــم
لا تودع السرّ إلا عند ذي كـرم*** والسرّ عند كرام الناس مكتـــوم
و السرّ عندي في بيت له غلـق*** قد ضاع مفتاحه و البيت مختــــوم
لا يغرنك أني لين المــــس*** فحزمي إذا انتضيت حســــــام
أنا كالورد فيه راحة قـــوم*** ثم فيه للآخرين زكــــــــام
متى يبلغ البنيان يوما تمامــه*** إذا كنت تبنيه وغيرك يهــــــدم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقلـه*** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعـــم
احذر لسانك من خلّ تنادمــه*** فان النديم لمشتق من النـــــدم
و ما الداء إلا أن تعلم جاهــلا*** و يزعم جهلا أنه منك أعلــــم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعــه*** فقوم النفس بالأخلاق تستقــــم
و ما أدري أذا داء حديـــث*** أصاب الناس أم داء قديــــــم
و دهر ناسه ناس صغــــار*** و إن كانت لهم جثث ضخــــام
و كل شجاعة في المرء تغنــي*** و ليس مثل الشجاعة فوق حكيـــم
و كم من عائب قولا صحيحـا*** وآفته في الفهــم سقيــــــم
و كن على حذر للناس تستـره*** ولا يغرنك منهم ثغــر مبتســـم
أسمعتني و دوائي ما أشرت بــه*** فان غفلت فدائي قلـة الفهــــم
لا تنه عن خلق و تأتي بمثلـــه*** عار عليك إذا فعلــت عظيـــم

لا تنه

ابدأ بنفسك وانهها عن غيّهــــا*** فان انتهـت فأنــت حكيــم
لا خير في جسامة الأجســـــام*** بل هو في العقول و الإفهـــام
إن شرّ الناس من يمدحنـــــي*** حين يلقاني وإن غبت شتــــم
ولا تراني راتع من مجلـــــس*** في لحوم الناس كالسبع الضــرم
و كلام سيء قد وقّـــــرت*** عنه أذناي و ما بي من صمــــم
ربّ علم أضاعه عدم المــــال*** و جهل غطى عليـه النعيـــم
حيّوا الحكيم و لا تنسوا قرينتــه*** فهو سليمان و المــدام بلقيــس
له غلام أطال الله عمــــــره*** تنازع فيه العرب و الفرنسيــس
و لا تعذلوه إذا ما خان أمتــــه*** فنصفه صالح و النصف موريـس
صديق ليس ينفع يوم بــــؤس*** قريب من العدّو في القيــــاس
أبغي الوفاء بدهر لا وفاء لـــه*** و كأني جاهل بالدهر و النـــاس
واعلم أن العلم ليس ينالـــه*** من همّه في مطعم و ملبـــــس ربّ رجل لاتغيب فوائده وإن غاب*** وآخرلا يسلم منه جليسه وإن احترس
و ثق بكتمان الحديث فإنمــــا*** شفتاي ختم و الفــؤاد وعــاء
و لا تر للأعادي قـــــط ذلا*** فان شماتة الأعداء بــــــلاء
و قدر كل امرئ ما كان يحسنـه*** والجاهلون لأهل العلم أعــــداء
و بعض خلائق الأقــــوام داء*** كداء البطــن ليــس لـه دواء
إذا ما كنت ذا قلب قنـــوع*** فأنت و مالك الدنيــا ســـواء
سأعيش رغم الداء و الأعــداء*** كالنسر فوق القمـة الشمــــاء
كل المصائب قد تمرّ على الفــتى*** فتهون غير شماتة الأعـــــداء
الناس من جهة التمثال أكفـــاء*** أبوهم آدم و الأم حـــــواء
قل ما بدا لك من زور و من كذب*** فحلمـي أصم و أذني غير صمـاء
هل يستطيع القزم أن يطـــاول*** السماء أو يمد إليها بيد شـــلاء
إذا جاريت في خلق دنيئـــــا*** فأنت و من تجاريــه ســـواء
الناس شتى إذا ما أنت ذقتهــم*** لا يستوون كما لا يستوي الشجــر
فهذا له ثمر حلو مذاقـــــه*** وذا يمر فلا يحلو لــه ثمـــــر
من يتهيب صعود الجبـــــال*** يعيش أبد الدهر بين الحفــــر
وبت يظن الناس فيّ ظنونهـــم*** و ثوبي مما يرجم الناس طاهــــر
مالي أراك إذا أردت خيانـــة*** جعلت السّجود بحر وجهك يظهــر
متخشعا طبنا لكل عظيمــــة*** تتلو القرآن و أنت ذئب أغبـــر
الناس صنفان ذو علم و مستمـع*** واع و سائرهم كاللغو العكـــر
عوى ذئب فاستأنست بالذئب إذ*** عوى و صاح إنسان فكدت أطيــر
فيوم علينا و يــوم لنـــا*** و يــوم نسـاء و يـوم نســـر
و حذرت من أمر مرّ فمرّ بجانبي*** لم يبكني، و لقيت ما لم أحـــــذر
لا تسأل المرء عن خلائقـــه*** في وجهه شاهــد مـن الخبـــر
كتابي لا يباع و لا يعـــــار*** فان إعارة المحبــوب عــــار
سألت عن الدنيا الدنية قيل لــي*** هي الدار فيها الدائرات تـــدور
إن القلوب إذا تنافر ودهــــا*** مثل الزجاجة كسرها لا يجبـــر
إذا بغى باغ عليك بجهلــــه*** قاتلـه بالمعروف لا بالمنكـــــر
إني امرؤ قلّما أثني على أحــد*** حتى أرى بعض ما يأتي وما يــــذر
لا تمدحنّ امرأ حتى تجرّبــــه*** ولا تذمنّ من لم يبلغه الخبـــــر
في الذاهبين الأوليــــــن*** من القرون لنا بصائــــــــر
لمّـــا رأيــت مـــواردا*** للموت ليس لها مصــــــادر
ورأيـت قـومـي نحـوهــا*** يسعـى الأصاغــر و الأكابــر
أيقنـت أنــي لا محالــــة*** حيث صـار القــوم صائـــر
إني رأيت في الأيام تجربـــــة*** للصبر عاقبـة محمـودة الأثـــر
وما قلت من شعر تكاد بيوتــه*** إذا كتبت يبيّض من نورها الحبـــر
لا تخدعنّك اللّحـى ولا الصــور*** تسعة أعشار ما تــرى بقـــر
في شجر السّرو منهم مثــــل*** لــه رواء وما لـه ثمـــــر
لساني بنطقي صامت منه عـادل*** و قلبي بصمتي ضاحك منه هــازل
إذا قيل رفقا قال للحلم موضـــع*** وحلم الفتى في غير موضعه جهل
قد يدرك المتأني بعض حاجتـــه*** و قد يكون مع المستعجل الزلــل
شرّ الورى من بعيب الناس منشغل*** مثل الذباب يراعي موضع العلــل
يصاب الفتى من عثرة لسانــــه*** وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأســـه*** وعثرته بالرجل تبرأ على مهـــل
يهون علينا أن تصاب جسومنـا*** و تسلم أعراض لنا و عقــــول
و إذا أصيب القوم في أخلاقهـم*** فأقم عليهم مأتمــا و عويــــلا
و إذا افتقدت إلى الذخائر يومــا*** لم تجد ذخرا كالصالح الأعمـــال
من دعا الناس إلى ذمــــــه*** ذموه بالحـــق و الباطـــل
و لكنها الأيام تجري بما جـــرت*** فيسفل أعلاها و يعلو الأسافــل
و أتعب من ناداك من لا تجيبــه*** وأغيظ من عاداك من لا تشاكــل
ومن ذا الذي يبقى على العهد إنهم*** وإن كثرت دعواهم لقليـــــل
و لست بمبد للرّجال سريرتـــي*** ولا أنا على أسرارهم بســؤول
وإذا أتتك مذمتي من ناقـــــص*** فهي الشهادة لي بأني كامـــل
و إني و إن كنت الأخير زمانـه*** لآتي بما لم تستطعه الأوائــــــل
إذا المرء لم يدنس من اللّـــؤم*** عرضه فكل رداء يرتديه جميــــل
هواك هواي على كل حــــال*** وان مسّني فيك بعض المـــلال
فلمّا أطعت الجهل والغيظ ساعة*** دعوت حلمي: أيها الحلم أقبــــل
ويقول فيّ الحاسدون تكذبــا*** ويقال في المحسود ما لا يفعـــــل
يتطلّعون إساءتي لا ذمتــي*** إن الحسود بما يســـوء موكـــل
و إذا امرؤ لسعته أفعى مـــرة*** تركته حين يجرّ الحبل يفـــــرق
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له*** إذا لم يكن في فعله و الخلائــــق
و ما كمد الحساد شيء قصدتـه*** و لكنه من يزحم البحر يغــــرق
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه*** فصدرالذي يستودع السّر أضيــق
إذا المرء أفشى سرّه بلسانـــه*** و لام عليه غيره فهو أحمـــــق
علمه الرماية كل يـــوم*** و لما اشتــد ساعـــده رمانـــي
أعلمه الرواية كل يـــوم*** و لما قال قافيــة رمانـــــــي
قلبي إذا ما ضّرني داعـــي*** يكثر أحزاني و آلامــــــــي
فكيف احتراسي من عــدوّي*** إذا كان عــدوّي بيـن أضلاعــي
لا أشرب شرابا يذهب عقلــي*** و يضحك عليّ من هو دونــــي
وأعلم علم اليوم و الأمس قبلـه*** ولكني عن علم ما في غد عمــــي
إني أغار على مكانـــي أن أرى *** فيه رجالا لا تسدّ مكانــــي
إنما المرء حديـث بعـــــده*** فكن حديثـا حسنـا لمـن وعـى
قبيح من إنسان ينسى عيوبـــه*** و يذكر عيبا في أخيه قد اختفــى
ولو كان ذا فضل لما عاب غيره*** و فيه عيوب لو رآها بها اكتفــــى
أمط عنك تشبيهي بذا و كأنــه*** فلا أحد فوقي و لا أحـد مثلــي
ما بقومي شرّفت بل شرفــوا بي*** و بنفسي فخرت لا بجــــدودي
إذا اشتبكت دموع في خـــدود*** تبيّن من بكى ممّن تباكـــــى
إذا رأت أهل بيتي الكيس ممتلئا*** تبسّمت و دنت مني تمازحنـــــي
و إن أته خاليا من دراهمــــه*** تهجمت و انثنت عني تقابحنـــي
كفى بجسمي نحولا إنني رجــل*** لولا مخاطبتي إياك لم ترنــــــي
إذا استشارك من توّد فقل لــه*** أطع الحليم إذا الحليـم نهـــاك
و اعلم بأنك لن تسود و لن تـرى*** سبل الرشاد إذا أطعت هـــواك
لمن تشتكي خصمـــــك إذا*** كان خصمـك هــو حاكمـك
لئن ساءني أن نلتني بمســــاءة*** يكفيني أني خطرت ببالــــك
يغتابني من لو كفاني غيبـــه*** لكنت له العين البصيرة و الأذنـــا
لا خير في خلّ يخون خليلــــه*** و يلقاه من بعد المودة بالجفــــا
لا ترسلن رسالة مشهــــورة*** لا تستطيع إذا مضت ادراكهـــا
فقلّ للشامتين بنا أفيقـــــوا*** سيلقى الشامتون كما لقينــــا
نعيب زماننا و العيب فينــــا*** و ما لزماننا عيب سوانــــــا
و نهجو ذا الزمان بغير ذنـــب*** و لو نطق الزمان لنــا هجانـــا
يا عاذل العاشقين دع فئــــة*** أضلّها الله فكيــــف ترشدهـا
كل جريح ترجى سلامتــــه*** إلا فؤادا رمتــه عيناهـــــا
وإذا نظرت إلى محاسن وجهــه*** أبصرت وجهك في سناه غريقـــا
اختبر من شئت تعرفه فمـــا*** تعرف الأخلاق إلا من فحــــص
لا تغرنك هذه الأوجه الغـــر*** فيا ربّ حيــة فــي ريــاض
ما عاتب المرء الكريم كنفســه*** والمرء يصلحه القريـن الصالـــح
إن كنت قد عزلت فلا عجـب*** ضياء الشمس يعزلـــه الظــلام
متّ بداء الصمـت خيـــر*** لــك مـــن داء الكــــلام
إني لأفتح عيني حين أفتحهــا*** علـى كثيـر ولكـن لا أرى أحـدا
أأحبّ قوما لم يحبّوا ربهــــم*** إلا لفــردوس لديـه ونــــار
عليك بكتمان السّر في كل حالـة*** فقد جاء في الأخبار من ألف حجّـة
إذا دخل اثنان الحديــث فسرّه*** يشيع وصمـت المـرء أعظم حكمة
من هاب الرّجال تهيّبـــــوه*** ومن حقــر الرّجال لـن يهابــا
وسائلة ما حرفتي قلت حرفتــي*** مقارعة الأبطال في كل مشـــارق
من الأوانس مثل الشمس لم يرها*** في ساحة الدّار لا بعل ولا جــــار
لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتي*** ولكن قرين السوء باق معمّــــر
فيا ليتها صارت إلى القبر عاجـلا*** عذبها فيه نكيــــر ومنكـــر
إنّ النساء متى ينهين عن خلــق*** فإنـــه لابــدّ مفعــــول
واصبر ما لم يحسب الصبر مذلــة*** وألبس للمذموم حلـة حامـــد
تغرّب لا مستعظما غير نفســـه*** ولا قابلا إلا لخالقه حكمــــا
صغير يطلب الكبــــــرا*** وشيخ ودّ لو صغــــــــرا
وخال يشتهي عمــــــلا*** وذو عمل به مضجـــــــرا
وربّ المال في تعــــــب*** وفي تعب من افتقــــــــرا
فهل حاروا مع الأقـــــدار*** أم هم حيّروا القـــــــدرا
فما الحداثة بمانعـــــــة*** قد يوجد الحلم في الشبّان و الشّيـب
كدعواك كل يدّعي صحة العقـل*** ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
ثلاثة أيام هي الدّهر كلــــه*** وما هنّ غير الأمس و اليوم و الغـد
وما البدر إلا واحد غير أنـــه*** يغيب و يأتي بالضياء المتجــــدد
اثنان أهل الأرض، ذو عقل بـلا*** دين، وآخر دين لا عقل لـــــه
قد كثرت في الأرض جهالنــا*** و العاقل الحازم فينا غريـــــب
يا أعدل الناس إلا في معاملتــي*** فيك الخصام و أنت الخصم و الحكـم
شر البلاد مكان لا صديق بــه***وشر ما يكسب الانسان مايصــــم
و أيقنت أن لا عزّ بعدي لعاشق*** و أن يدي ممّا علقت به صفــــــر
  عن خلق و تأتي بمثلـــه*** عار عليك إذا فعلــت عظيـــم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق